المراحل الأساسية لتجربة ابن الفارض الصوفية



المراحل الأساسية لتجربة ابن الفارض الصوفية
إن أشعار ابن الفارض يُحيطها الكثير من الغموض في مدلولات ألفاظها وعباراتها. فبتطبيق الدراسة الدلالية التحليلية يمكن أن يُتَوصَّل إلى توضيح مدلولات ألفاظ نصها كما ترد فى سياقه، أو قل إلى "شرح النص بالنص عينه"، دون اللجوء إلى عباراتٍ ومفاهيم غريبةٍ عنه أو أجنبيةٍ عليه قد تشوش على القارئ مفاهيم النص الأصلية. وهذا مما يعاب على الكثير من الشروح والدراسات فى ديوان ابن الفارض قديمها وحديثها حيث يُلاحظ إسقاطات واسعة بمفاهيم أجنبيةٍ على النص الفارضي. 

 
وأول ما كشفت لنا هذه الدراسة الدلالية أن التجربة الصوفية عند ابن الفارض تنقسم إلى ثلاث مراحل أساسية، حسب ما أسماها هو بنفسه فى القصيدة، وهي:
1-          الفرق: يصف الشاعر الصوفى فى هذه المرحلة حالة التفرقة والتمييز بينه وبين محبوبته، فيخاطبها هو بلغة عميقة واسعة في الحب والهوى وسائر الأشكال الغزلية.
2-          الاتحاد: يصف الشاعر وفى هذه المرحلة حالة الوحدة بينه وبين حبيبته حيث تلاشى الفرق بينهما، فهما ذات واحدة تحب ذاتها بذاتها.
3-          الجمع: ففى هذه المرحلة يصف الشاعر حالة الوحدة والاندماج بين ذاته هو وكل الموجودات، وترتفع تعبيراته إلى سماء الجمع حيث تتلاشى كل الحدود المكانية والزمانية.