قافية اللام
ما بينَ ضالِ المنحنى
1. ما بينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ، *** ضَلَّ المُتيَّمُ واهتَدى بضَلالِهِ
2. وبذلكَ الشِّعبِ اليَماني مُنْيَةٌ *** للصَّبِّ ، قدْ بَعُدَتْ على آمالِهِ
3. يا صاحبي ، هذا العقيقُ فقِفْ بهِ *** مُتَوَالِهاً ، إنْ كُنتَ لَسْتَ بوالِهِ
4. وانْظُرْهُ عنِّي ، إنَّ طَرْفِيَ عاقَني *** إرسالُ دَمعي فيهِ عنْ إرْسالِهِ
5. واسْألْ غزالَ كِناسهِ : هلْ عندهُ *** علمٌ بقلبي في هَواهُ ، وحالِهِ
6. وأظُنُّه لمْ يَدْرِ ذُلَّ صَبابَتي، *** إذْ ظلَّ مُلْتَهِياً بِعِزِّ جَمالِهِ
7. تَفديهِ مُهجَتيَ ، الَّتي تَلِفَتْ ، ولا *** مَنٌّ عليهِ ، لأنَّها مِنْ مالِهِ
8. أتُرَى دَرى أنَِّي أحِنُّ لهَجرِهِ *** إذْ كنتُ مُشتاقاً لهُ كوِصالِهِ
9. وأبِيتُ سَهراناً أُمَثِّلُ طَيْفَهُ، *** للطَّرْفِ كَيْ ألقى خَيالَ خَيالِهِ
10. لا ذُقْتُ يَوْماً راحَةً منْ عاذِلٍ، *** إنْ كُنتُ مِلْتُ لِقِيلِهِ ولِقَالِهِ
11. فوَحقِّ طيبِ رِضَى الحَبيبِ ووَصْلِهِ، *** ما مَلَّ قَلبي حُبَّهُ لِمَلالِهِ
12. واهاً إلى ماءِ العُذَيبِ وكَيفَ لي *** بحَشايَ لوْ يُطفَى ببَرْدِ زُلالِهِ
13. ولقدْ يَجِلُّ عنِ اشْتِياقي ، ماؤهُ *** شرَفاً ، فواظَمَئي لِلامعِ آلِهِ!!
2. وبذلكَ الشِّعبِ اليَماني مُنْيَةٌ *** للصَّبِّ ، قدْ بَعُدَتْ على آمالِهِ
3. يا صاحبي ، هذا العقيقُ فقِفْ بهِ *** مُتَوَالِهاً ، إنْ كُنتَ لَسْتَ بوالِهِ
4. وانْظُرْهُ عنِّي ، إنَّ طَرْفِيَ عاقَني *** إرسالُ دَمعي فيهِ عنْ إرْسالِهِ
5. واسْألْ غزالَ كِناسهِ : هلْ عندهُ *** علمٌ بقلبي في هَواهُ ، وحالِهِ
6. وأظُنُّه لمْ يَدْرِ ذُلَّ صَبابَتي، *** إذْ ظلَّ مُلْتَهِياً بِعِزِّ جَمالِهِ
7. تَفديهِ مُهجَتيَ ، الَّتي تَلِفَتْ ، ولا *** مَنٌّ عليهِ ، لأنَّها مِنْ مالِهِ
8. أتُرَى دَرى أنَِّي أحِنُّ لهَجرِهِ *** إذْ كنتُ مُشتاقاً لهُ كوِصالِهِ
9. وأبِيتُ سَهراناً أُمَثِّلُ طَيْفَهُ، *** للطَّرْفِ كَيْ ألقى خَيالَ خَيالِهِ
10. لا ذُقْتُ يَوْماً راحَةً منْ عاذِلٍ، *** إنْ كُنتُ مِلْتُ لِقِيلِهِ ولِقَالِهِ
11. فوَحقِّ طيبِ رِضَى الحَبيبِ ووَصْلِهِ، *** ما مَلَّ قَلبي حُبَّهُ لِمَلالِهِ
12. واهاً إلى ماءِ العُذَيبِ وكَيفَ لي *** بحَشايَ لوْ يُطفَى ببَرْدِ زُلالِهِ
13. ولقدْ يَجِلُّ عنِ اشْتِياقي ، ماؤهُ *** شرَفاً ، فواظَمَئي لِلامعِ آلِهِ!!
هو الحب
1. هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا مَا الهوَى سَهْلُ
*** فما اختارَهُ مُضْنىً به ،
وله عَقْلُ
2. وعِشْ خالياً فالحبُّ راحتُهُ عَناً، *** وأوَّلهُ سُقمٌ ، وآخِرهُ قَتْلُ
3. ولكنْ لَديَّ المَوْتُ فيهِ ، صَبابَةً، *** حَياةٌ لمنْ أهوَى ، عليَّ بها الفَضْلُ
4. نَصَحتُكَ عِلماً بالهوَى ، والَّذي أرَى *** مُخالَفتي ، فاختَرْ لنَفسِكَ ما يحْلو
5. فإنْ شِئتَ أنْ تحيا سَعيداً ، فَمُتْ بهِ *** شهيداً ، وإلاَّ فالغرامُ لهُ أهْلُ
6. فمنْ لمْ يَمُتْ في حُبِّهِ لمْ يعشْ بهِ، *** ودونَ اجتِناءِ النَّحلِ ما جنتِ النَّحلُ
7. تَمَسّكْ بأذيالِ الهوَى ، واخلَعِ الحيا، *** وخَلِّ سَبيلَ النَّاسكينَ ، وإنْ جَلُّوا
8. وقُلْ لقتيلِ الحبِّ : وَفَّيتَ حَقَّهُ، *** وللمدَّعي : هيهاتَ ما الكَحَلُ الكَحْلُ
9. تعرّضَ قومٌ للغرامِ ، وأعرَضوا *** بجانبهمْ ، عنْ صِحّتي فيهِ ،و اعتَلُّوا
10. رَضُوا بالأماني ، وابتُلوا بحُظوظِهمْ، *** وخاضُوا بحارَ الحبِّ ، دعوَى فما ابتلّوا
11. فهمْ في السُّرى لمْ يَبرَحوا منْ مكانهمْ *** وما ظَعنوا في السَّير عنهُ ، وقدْ كلُّوا
12. وعنْ مَذهَبي ، لمَّا استحبُّوا العمى على الْ *** هُدى حَسَداً منْ عِندِ أنفُسِهمْ ضلُّوا
13. أحِبَّةَ قلبي ، والمَحَبَّةُ شافِعي *** لدَيكمْ ، إذا شِئتُمْ بها اتَّصَلَ الحبلُ
14. عسَى عَطفَةٌ منكمْ عَليَّ بنظرةٍ, *** فقدْ تَعِبَتْ بَيني وبَينكمُ الرُّسلُ
15. أحِبَّايَ أنتمْ ، أحسَنَ الدَّهرُ أمْ أسا، *** فكونوا كما شِئتمْ ، أنا ذلكَ الخِلُّ
16. إذا كانَ حَظِّي الهَجرَ منكمْ ، ولمْ يكنْ *** بِعادٌ ، فذكَ الهجرُ عندي هوَ الوَصْلُ
17. وما الصَّدُّ إلاَّ الوُدُّ ، ما لمْ يكنْ قِلىً، *** وأصْعَبُ شئٍ غيرَ إعراضِكمْ سَهلُ
18. وتَعذيبُكمْ عَذبٌ لدَيَّ ، وجَوْرُكمْ *** عليَّ ، بما يَقضي الهَوَى لكُمُ ، عَدلُ
19. وصَبريَ صَبرٌ عنكُمُ ، وعليكُمُ، *** أرى أبداً عِندي مَرارَتَهُ تَحْلُو
20. أخَذتُمْ فؤادي ، وهوَ بَعضي ، فما الَّذي *** يَضُرُّكمُ لوْ كانَ عِندَكُمُ الكُلُّ
21. نأيتمْ ، فغَيرَ الدَّمعِ لمْ أرَ وافياً، *** سوى زَفرَةٍ ، منْ حرِّ نارِ الجوَى ، تغلو
22. فسُهديَ حَيٌّ ، في جُفوني ، مُخَلَّدٌ، *** ونَومي بها مَيتٌ ، ودمعي لهُ غُسْلُ
23. هَوىً طَلَّ ما بَينَ الطُّلولِ دمي فمنْ *** جُفوني جرى بالسَّفحِ منْ سَفحِهِ وَبلُ
24. تَبَالَهَ قومي ، إذْ رأوني مُتيَّماً، *** وقالوا : بمنْ هذا الفتى مَسَّهُ الخَبْلُ
25. وماذا عسى عنِّي يُقالُ سِوى غَدا، *** بنُعمٍ ، لهُ شُغلٌ ، نعَمْ لي بها شُغلُ
26. وقالَ نِساءُ الحَيِّ : عَتَّا بذِكرِ مَنْ *** جَفانا ، وبعدَ العِزِّ لَذَّ لهُ الذلُّ
27. إذا أنعَمَتْ نُعْمٌ عليَّ بنظْرةٍ، *** فلا أسعدتْ سعدَى ولا أجملتْ جُملُ
28. وقدْ صَدِئتْ عَيني برُؤيةِ غَيرها، *** ولَثمُ جُفُوني تُربَها للصَّدا يجلو
29. وقدْ عَلِمُوا أنِّي قَتيلُ لِحاظِها، *** فإنَّ لها ، في كلِّ جارحَةٍ ، نَصْلُ
30. حَديثي قديمٌ في هواها ، وما لهُ، *** كما عَلِمتْ ، بَعْدٌ ، وليسَ لها قبلُ
31. وما ليَ مِثْلٌ في غَرامي بها ، كما *** غَدَتْ فِتْنَةً في حُسنِها ، ما لها مِثلُ
32. حَرامٌ شِفا سُقْمي لديها ، رضيتُ ما *** بهِ قسمَتْ لي في الهوَى ، ودمي حِلُّ
33. فحالي وإنْ ساءَتْ فقدْ حَسُنَتْ بهِ، *** وما حطَّ قدري في هواها به أعْلوا
34. وعُنوانُ ما فيها لقيتُ ، وما بهِ *** شَقيتُ ، وفي قولي اختَصرْتُ ولمْ أغلُ
35. خَفيتُ ضَنىً ، حتَّى لقدْ ضَلَّ عائدي، *** وكيفَ ترَى العُوَّادُ مَنْ لا لهُ ظِلُّ
36. وما عَثَرَتْ عَينٌ على أثَري ، ولمْ *** تَدَعْ ليَ رَسماً في الهوى الأعينُ النُّجلُ
37. ولي هِمَّةٌ تَعلو ، إذا ما ذَكَرْتُها، *** وروحٌ بذِكراها ، إذا رَخُصَتْ ، تغلُو
38. جَرَى حُبُّها مَجرَى دمي في مَفاصِلي، *** فأصْبَحَ لي ، عنْ كلِّ شُغلٍ ، بها شغلُ
39. فنافِسْ ببَذلِ النَّفسِ فيها أخا الهوَى، *** فإنْ قَبِلَتْها منكَ ، يا حَبَّذا البَذلُ
40. فمَنْ لمْ يجُدْ ، في حُبِّ نُعْمٍ ، بنفسِهِ، *** ولوْ جادَ بالدُّنيا ، إليهِ انتهَى البُخلُ
41. ولَولا مراعاةُ الصِّيانةِ ، غَيْرَةً، *** ولو كَثُرُوا أهْلُ الصَّبابةِ ، أو قلُّوا
42. لقُلتُ لِعُشَّاقِ الملاحةِ : أقبِلوا *** إليها ، على رأيي ، وعَنْ غيرِها وَلُّوا
43. وإنْ ذُكرَتْ يَوْماً ، فخُرُّوا لذِكرِها *** سُجوداً ، وإنْ لاحتْ ، إلى وجهها ، صَلُّوا
44. وفي حُبِّها بِعْتُ السَّعادةَ بالشَّقا، *** ضَلالاً ، وعَقْلي عنْ هُدايَ ، بهِ عقلُ
45. وقُلتُ لرُشْدي والتَّنَسّكِ ، والتُّقى: *** تخَلُّوا ، وما بيني وبينَ الهوَى خَلُّوا
46. وفَرّغْتُ قلبي عنْ وجوديَ ، مُخلِصاً، *** لَعَلِّيَ في شُغلي بها ، مَعَها أخلُو
47. ومِنْ أجلِها أسعى لِمَنْ بَينَنا سَعى، *** وأعْدو ، ولا أغدو لِمَنْ دأبُهُ العَذْلُ
48. فأرتاحُ للواشينَ بَيني وبَيْنَها، *** لتَعْلَمَ ما ألقَى ، وما عندَها جَهلُ
49. وأصْبوا إلى العُذَّالِ ، حُبّاً لذِكرِها، *** كأنَّهمُ ، ما بيننا في الهوَى ، رُسْلُ
50. فإنْ حَدّثوا عَنها ، فكلِّي مَسامعٌ، *** وكلِّي إنْ حَدَّثتُهُمْ ، ألسُنٌ تَتلُو
51. تَخالَفَتِ الأقوالُ فينا ، تبايُناً، *** برَجْمِ ظُنونٍ بَينَنا ، ما لها أصلُ
52. فشَنَّعَ قومٌ بالوِصالِ ، ولمْ تَصِلْ، *** وأرْجَفَ بالسِّلوانِ قَومٌ ، ولمْ أسلُ
53. فما صَدقَ التَّشنيعُ عنها ، لشِقْوَتي، *** وقد كذبَتْ عنِّي الأراجيفُ والنَّقلُ
54. وكيفَ أُرَجِّي وَصْلَ مَنْ لو تَصَوَّرَتْ *** حِماها المُنى ، وَهْماً ، لضاقتْ بها السُّبلُ
55. وإنْ وَعَدَتْ لمْ يَلحَقِ الفِعلُ قَوْلَها، *** وإنْ أوْعدَتْ فالقولُ يَسْبُقُهُ الفِعلُ
56. عِديني بِوَصْلٍ ، وامْطُلي بِنَجَازِهِ، *** فعِندي ، إذا صَحَّ الهوَى ، حَسُنَ المطلُ
57. وحُرْمةِ عَهْدٍ بَينَنا ، عنهُ لمْ أحُلْ، *** وعَقْدٍ بأيْدٍ بَينَنا ، ما لهُ حَلُّ
58. لأنتِْ ، على غَيظِ النَّوَى ورِضَى الهوَى، *** لدَيَّ ، وقلبي ساعةً منكِ ما يخلُو
59. تُرَى مُقلتي يوماً تَرَى مَنْ أُحِبُّهمْ، *** ويَعْتِبُني دَهْرِي ، ويجتمِعُ الشَّملُ
60. وما برِحوا مَعنىً أراهُمْ مَعي ، فإنْ *** نأوا صورَةً ، في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ
61. فهمْ نَصْبُ عيني ، ظاهراً ، حيثُما سرَوا، *** وهُمْ في فُؤادي ، باطِناً ، أينما حلُّوا
62. لهمْ أبداًَ مِنِّي حُنُوٌّ ، وإنْ جَفَوْا، *** ولي أبَداً مَيْلٌ إلَيْهِمْ ، وإنْ مَلُّو
2. وعِشْ خالياً فالحبُّ راحتُهُ عَناً، *** وأوَّلهُ سُقمٌ ، وآخِرهُ قَتْلُ
3. ولكنْ لَديَّ المَوْتُ فيهِ ، صَبابَةً، *** حَياةٌ لمنْ أهوَى ، عليَّ بها الفَضْلُ
4. نَصَحتُكَ عِلماً بالهوَى ، والَّذي أرَى *** مُخالَفتي ، فاختَرْ لنَفسِكَ ما يحْلو
5. فإنْ شِئتَ أنْ تحيا سَعيداً ، فَمُتْ بهِ *** شهيداً ، وإلاَّ فالغرامُ لهُ أهْلُ
6. فمنْ لمْ يَمُتْ في حُبِّهِ لمْ يعشْ بهِ، *** ودونَ اجتِناءِ النَّحلِ ما جنتِ النَّحلُ
7. تَمَسّكْ بأذيالِ الهوَى ، واخلَعِ الحيا، *** وخَلِّ سَبيلَ النَّاسكينَ ، وإنْ جَلُّوا
8. وقُلْ لقتيلِ الحبِّ : وَفَّيتَ حَقَّهُ، *** وللمدَّعي : هيهاتَ ما الكَحَلُ الكَحْلُ
9. تعرّضَ قومٌ للغرامِ ، وأعرَضوا *** بجانبهمْ ، عنْ صِحّتي فيهِ ،و اعتَلُّوا
10. رَضُوا بالأماني ، وابتُلوا بحُظوظِهمْ، *** وخاضُوا بحارَ الحبِّ ، دعوَى فما ابتلّوا
11. فهمْ في السُّرى لمْ يَبرَحوا منْ مكانهمْ *** وما ظَعنوا في السَّير عنهُ ، وقدْ كلُّوا
12. وعنْ مَذهَبي ، لمَّا استحبُّوا العمى على الْ *** هُدى حَسَداً منْ عِندِ أنفُسِهمْ ضلُّوا
13. أحِبَّةَ قلبي ، والمَحَبَّةُ شافِعي *** لدَيكمْ ، إذا شِئتُمْ بها اتَّصَلَ الحبلُ
14. عسَى عَطفَةٌ منكمْ عَليَّ بنظرةٍ, *** فقدْ تَعِبَتْ بَيني وبَينكمُ الرُّسلُ
15. أحِبَّايَ أنتمْ ، أحسَنَ الدَّهرُ أمْ أسا، *** فكونوا كما شِئتمْ ، أنا ذلكَ الخِلُّ
16. إذا كانَ حَظِّي الهَجرَ منكمْ ، ولمْ يكنْ *** بِعادٌ ، فذكَ الهجرُ عندي هوَ الوَصْلُ
17. وما الصَّدُّ إلاَّ الوُدُّ ، ما لمْ يكنْ قِلىً، *** وأصْعَبُ شئٍ غيرَ إعراضِكمْ سَهلُ
18. وتَعذيبُكمْ عَذبٌ لدَيَّ ، وجَوْرُكمْ *** عليَّ ، بما يَقضي الهَوَى لكُمُ ، عَدلُ
19. وصَبريَ صَبرٌ عنكُمُ ، وعليكُمُ، *** أرى أبداً عِندي مَرارَتَهُ تَحْلُو
20. أخَذتُمْ فؤادي ، وهوَ بَعضي ، فما الَّذي *** يَضُرُّكمُ لوْ كانَ عِندَكُمُ الكُلُّ
21. نأيتمْ ، فغَيرَ الدَّمعِ لمْ أرَ وافياً، *** سوى زَفرَةٍ ، منْ حرِّ نارِ الجوَى ، تغلو
22. فسُهديَ حَيٌّ ، في جُفوني ، مُخَلَّدٌ، *** ونَومي بها مَيتٌ ، ودمعي لهُ غُسْلُ
23. هَوىً طَلَّ ما بَينَ الطُّلولِ دمي فمنْ *** جُفوني جرى بالسَّفحِ منْ سَفحِهِ وَبلُ
24. تَبَالَهَ قومي ، إذْ رأوني مُتيَّماً، *** وقالوا : بمنْ هذا الفتى مَسَّهُ الخَبْلُ
25. وماذا عسى عنِّي يُقالُ سِوى غَدا، *** بنُعمٍ ، لهُ شُغلٌ ، نعَمْ لي بها شُغلُ
26. وقالَ نِساءُ الحَيِّ : عَتَّا بذِكرِ مَنْ *** جَفانا ، وبعدَ العِزِّ لَذَّ لهُ الذلُّ
27. إذا أنعَمَتْ نُعْمٌ عليَّ بنظْرةٍ، *** فلا أسعدتْ سعدَى ولا أجملتْ جُملُ
28. وقدْ صَدِئتْ عَيني برُؤيةِ غَيرها، *** ولَثمُ جُفُوني تُربَها للصَّدا يجلو
29. وقدْ عَلِمُوا أنِّي قَتيلُ لِحاظِها، *** فإنَّ لها ، في كلِّ جارحَةٍ ، نَصْلُ
30. حَديثي قديمٌ في هواها ، وما لهُ، *** كما عَلِمتْ ، بَعْدٌ ، وليسَ لها قبلُ
31. وما ليَ مِثْلٌ في غَرامي بها ، كما *** غَدَتْ فِتْنَةً في حُسنِها ، ما لها مِثلُ
32. حَرامٌ شِفا سُقْمي لديها ، رضيتُ ما *** بهِ قسمَتْ لي في الهوَى ، ودمي حِلُّ
33. فحالي وإنْ ساءَتْ فقدْ حَسُنَتْ بهِ، *** وما حطَّ قدري في هواها به أعْلوا
34. وعُنوانُ ما فيها لقيتُ ، وما بهِ *** شَقيتُ ، وفي قولي اختَصرْتُ ولمْ أغلُ
35. خَفيتُ ضَنىً ، حتَّى لقدْ ضَلَّ عائدي، *** وكيفَ ترَى العُوَّادُ مَنْ لا لهُ ظِلُّ
36. وما عَثَرَتْ عَينٌ على أثَري ، ولمْ *** تَدَعْ ليَ رَسماً في الهوى الأعينُ النُّجلُ
37. ولي هِمَّةٌ تَعلو ، إذا ما ذَكَرْتُها، *** وروحٌ بذِكراها ، إذا رَخُصَتْ ، تغلُو
38. جَرَى حُبُّها مَجرَى دمي في مَفاصِلي، *** فأصْبَحَ لي ، عنْ كلِّ شُغلٍ ، بها شغلُ
39. فنافِسْ ببَذلِ النَّفسِ فيها أخا الهوَى، *** فإنْ قَبِلَتْها منكَ ، يا حَبَّذا البَذلُ
40. فمَنْ لمْ يجُدْ ، في حُبِّ نُعْمٍ ، بنفسِهِ، *** ولوْ جادَ بالدُّنيا ، إليهِ انتهَى البُخلُ
41. ولَولا مراعاةُ الصِّيانةِ ، غَيْرَةً، *** ولو كَثُرُوا أهْلُ الصَّبابةِ ، أو قلُّوا
42. لقُلتُ لِعُشَّاقِ الملاحةِ : أقبِلوا *** إليها ، على رأيي ، وعَنْ غيرِها وَلُّوا
43. وإنْ ذُكرَتْ يَوْماً ، فخُرُّوا لذِكرِها *** سُجوداً ، وإنْ لاحتْ ، إلى وجهها ، صَلُّوا
44. وفي حُبِّها بِعْتُ السَّعادةَ بالشَّقا، *** ضَلالاً ، وعَقْلي عنْ هُدايَ ، بهِ عقلُ
45. وقُلتُ لرُشْدي والتَّنَسّكِ ، والتُّقى: *** تخَلُّوا ، وما بيني وبينَ الهوَى خَلُّوا
46. وفَرّغْتُ قلبي عنْ وجوديَ ، مُخلِصاً، *** لَعَلِّيَ في شُغلي بها ، مَعَها أخلُو
47. ومِنْ أجلِها أسعى لِمَنْ بَينَنا سَعى، *** وأعْدو ، ولا أغدو لِمَنْ دأبُهُ العَذْلُ
48. فأرتاحُ للواشينَ بَيني وبَيْنَها، *** لتَعْلَمَ ما ألقَى ، وما عندَها جَهلُ
49. وأصْبوا إلى العُذَّالِ ، حُبّاً لذِكرِها، *** كأنَّهمُ ، ما بيننا في الهوَى ، رُسْلُ
50. فإنْ حَدّثوا عَنها ، فكلِّي مَسامعٌ، *** وكلِّي إنْ حَدَّثتُهُمْ ، ألسُنٌ تَتلُو
51. تَخالَفَتِ الأقوالُ فينا ، تبايُناً، *** برَجْمِ ظُنونٍ بَينَنا ، ما لها أصلُ
52. فشَنَّعَ قومٌ بالوِصالِ ، ولمْ تَصِلْ، *** وأرْجَفَ بالسِّلوانِ قَومٌ ، ولمْ أسلُ
53. فما صَدقَ التَّشنيعُ عنها ، لشِقْوَتي، *** وقد كذبَتْ عنِّي الأراجيفُ والنَّقلُ
54. وكيفَ أُرَجِّي وَصْلَ مَنْ لو تَصَوَّرَتْ *** حِماها المُنى ، وَهْماً ، لضاقتْ بها السُّبلُ
55. وإنْ وَعَدَتْ لمْ يَلحَقِ الفِعلُ قَوْلَها، *** وإنْ أوْعدَتْ فالقولُ يَسْبُقُهُ الفِعلُ
56. عِديني بِوَصْلٍ ، وامْطُلي بِنَجَازِهِ، *** فعِندي ، إذا صَحَّ الهوَى ، حَسُنَ المطلُ
57. وحُرْمةِ عَهْدٍ بَينَنا ، عنهُ لمْ أحُلْ، *** وعَقْدٍ بأيْدٍ بَينَنا ، ما لهُ حَلُّ
58. لأنتِْ ، على غَيظِ النَّوَى ورِضَى الهوَى، *** لدَيَّ ، وقلبي ساعةً منكِ ما يخلُو
59. تُرَى مُقلتي يوماً تَرَى مَنْ أُحِبُّهمْ، *** ويَعْتِبُني دَهْرِي ، ويجتمِعُ الشَّملُ
60. وما برِحوا مَعنىً أراهُمْ مَعي ، فإنْ *** نأوا صورَةً ، في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ
61. فهمْ نَصْبُ عيني ، ظاهراً ، حيثُما سرَوا، *** وهُمْ في فُؤادي ، باطِناً ، أينما حلُّوا
62. لهمْ أبداًَ مِنِّي حُنُوٌّ ، وإنْ جَفَوْا، *** ولي أبَداً مَيْلٌ إلَيْهِمْ ، وإنْ مَلُّو