قافية الياء لابن الفارض الجزء الثاني

 الجزء الاول من هنا


. حَيثُ لا يَرْتَجِعُ الفائِتُ ، وَا *** حَسْرَتا ، أُسْقِطَ ، حُزْناً ، في يَدَيْ
. لا تُمِلْني عنْ حِمى مُرتَبَعي، *** عُدْوَتَيْ تَيْمَا لِرَبْعٍ بِتُمَىْ
. فَلُبانَاتي لِبانَاتٍ ، تَرَا *** ضُعُنا ، فيها لِبانَ الحُبِّ سَيْ
. مَلَلي مِنْ مَلَلٍ ، والخَيْفُ حَيْ *** فٌ تَقاضيهِ ، وأنّى ذاكَ وَيْ
. بالدُّنا ، لا تَطْمَعَنْ في مَصْرِفي *** عَنهُما ، فَضْلاً بِما في مِصْرَفَيْ
. لوْ تَرى أينَ خَمِيلاتُ قُبا، *** وتَرَاءَيْنَ جَمِيلاتُ القُبَيْ
. كُنْتَ ، لا كُنتَ بِهِمْ ، صَبَّا يَرَى *** مُرَّ ما لاقَيْتُهُ فيهِمْ ، حُلَيْ
. فأرِحْ مِنْ لَذْعِ عَذْلٍ مِسْمَعي، *** وعَنِ القلبِ لِتلكَ الرّاءِ زَيْ
. خَلِّ خِلّىِ عَنكَ ألقاباً ، بها *** جيء مَيْناً ، وانْجُ مِنْ بِدْعَةِ جَيْ
. وادعُني ، غَيرَ دَعيٍّ ، عَبْدَهَا، *** نِعْمََ ما أسْمُو بهِ هذا السًّمَيْ
. إنْ تَكُنْ عَبْداً لها ، حَقَّاً ، تَعُدْ *** خَيْرَ حُرٍّ ، لمْ يَشُبْ دَعْوَاهُ لَيْ
. قوتُ روحي ذِكْرُهَا ، أنّى تحُو *** رُ عَنِ التَّوْقِ لِذِكْري ، هَيِّ هَيْ
. لَسْتُ أنْسَى ، بالثَّنايا ، قولَهَا: *** كُلُّ مَنْ في الحَيِّ أسْرَى في يَدَيْ
. سَلْهُمُ مُسْتَخْبِراً أنْفَسَهُمْ: *** هَلْ نَجَتْ أنْفُسُهُمْ مِنْ قَبْضَتَيْ؟؟
. فالقَضا ما بينَ سُخطي والرِّضى، *** مَنْ لهُ أقْصِ قَضَى ، أو أُدْنِ حَيْ
. خاطِبَ الخَطْبِ دَعِ الدّعوى ، فما *** بالرُّقَى تَرْقى إلى وَصْلِ رُقَيْ
. رُحْ مُعافىً ، واغتنِمْ نُصْحي ، وإنْ *** شِئتَ أنْ تَهوَى ، فَلِلبَلوَى تَهَيْ
. وبِسُقْمٍ هِمْتُ بِالأجْفَانِ ، إنْ *** زانَها وَصْفاً بِزَيْنٍ وبِزَيْ
. كَمْ قَتِيلٍ مِنْ قَبيلٍ ، ما لهُ *** قَوَدٌ في حُبِّنا ، مِنْ كُلِّ حَيْ
. بَابُ وَصْلي السّأمُ مِنْ سُبلِ الضّني، *** مِنْهُ لي ، ما دُمْتَ حَيّاً ، لمْ تُبَيْ
. فإنِ اسْتَغْنَيْتَ عَنْ عِزِّ البَقا، *** فإلي وَصليَ ، بِبَذلِ النَّفسِ ، حَيْ
. قُلتُ ، روحي ، إن تَرَىْ بَسطَكِ في *** قَبضِها ، عِشتُ ، فرأيي أنْ تَرَىْ
. أيُّ تَعْذِيبٍ ، سِوى البُعدِ ، لنا *** مِنكِ عَذبٌ ، حَبَّذا ما بَعدَ أيْ
. إنْ تَشَيْ راضيةً قَتْلي جَوىً، *** في الهَوَى ، حَسبي افتخاراً أن تَشَيْ
. ما رَأتْ ، مِثلكِ ، عَيني حَسَناً، *** وكَمِثلي ، بكِ صَبّاً ، لمْ تَرَىْ
. نَسَبٌ أقْرَبُ ، في شَرْعِ الهوَى، *** بَيْنَنَا ، مِنْ نَسَبٍ مِنْ أبَوَيْ
. هكَذا العِشْقُ رَضِيناهُ ، ومَنْ *** يأتَمِرْ ، إنْ تأمُري ، خَيرُ مُرَيْ
. لَيْتَ شِعري ، هلْ كفَى ما قدْ جرَى، *** مُذْ جَرى ما قدْ كفَى مِنْ مُقْلَتَيْ
. حاكياً عَينَ وَلِيٍّ ، إنْ عَلا *** خَدَّ رَوضٍ ، تَبكِ عنْ زَهْرِ تُبَىْ
. قدْ بَرى أعظَمُ شَوقي أعظُمي، *** وفَنى جِسميَ ، حاشا أصْغَرَي
. شافِعي التَّوْحِيدُ في بُقْياهُما، *** كانَ عِندَ الحبِّ عنْ غيرِ يَدَيْ
. وتَلافِيكِ ، كبُرْئي ، دونَهُ *** سَلْوَتي عَنكِ ، وحَظِّي مِنكِ عَيْ
. ساعِدي بالطّيْفِ ، إنْ عَزَّتْ مُنًى، *** قِصَرٌ ، عَنْ نَيْلِها ، في ساعِدَيْ
. شامَ مَنْ سامَ ، بِطَرْفٍ ساهِرٍ، *** طَيْفَكِ الصّبحَ بألحاظِ عُمَيْ
. لوْ طَوَيْتُمْ نُصْحَ جارٍ ، لمْ يَكُنْ *** فيهِ ، يَوماً ، يألُ طَيّاً ، يالَ طَيْ
. فاجْمعوا لي هِمَماً إنْ فَرّقَ ال *** دّهرُ شَملي بالألي بانُوا قُصَيْ
. ما بِوُدِّي آلَ مَيٍّ ، كانَ بَثْ *** ثُ الهوَى إذْ ذاكَ ، أودى ألَمَيْ
. سِرُّكُمْ عِنديَ ما أعْلَنَهُ *** غَيْرُ دَمْعٍ عَندَمِيٍّ ، عنْ دُمَيْ
. مُظْهِراً ما كُنتُ أخْفي مِنْ قَدِي *** مِ حَدِيثٍ ، صانَهُ مِنِّيَ طَيْ
. عِبْرَةٌ فَيضُ جُفوني ، عَبْرَةً، *** بيَ أنْ تجرىَ أسعى وَاشِيَيْ
. كادَ ، لولا أدمُعي ، أستغفِرُ اللهَ، *** يَخْفَى حُبُّكُمْ عَنْ مَلَكَيْ
. صارِمي حَبل وِدادٍ أحكَمَتْ، *** باللّوى مِنهُ ، يَدُ الإنْصَافِ لَيْ
. أتُرى ، حَلَّ لكمْ حَلُّ أَوا *** خي رُوى ودٍّ ، أُواخي مِنهُ عَيْ
. بُعْدِيَ الدَّارِيَّ ، والهَجْرَ عَلَيْ *** يَ جَمَعْتُمْ ، بَعدَ دارَيْ هِجْرَتَيْ
. هَجْرُكُم ، إنْ كانَ حَتْماً قَرِّبُوا *** مَنزِلي ، فالبُعْدُ أسوا حالَتَيْ
. يا ذَوي العَودِ ذَوى عُودُ وِدا *** ديَ مِنكمْ ، بَعْدَ أنْ أيْنَعَ ذَيْ
. يا أُصَيْحابي ، تَمادى بَيْنُنا، *** ولِبُعْدٍ بَيْنَنَا لمْ يُقْضَ طَيْ
. عَهدُكُمْ ، وَهناً ، كَبَيْتِ العَنكَبُو *** تِ ، وعهدي ، كقَلِيبٍ ، آدَ طيْ
. عَلِّلُوا روحي بأرواحِ الصَّبَا، *** فَبِرَيَّاهَا يَعُودُ المَيْتُ حَيْ
. ومَتَى ما سِرَّ نَجْدٍ عَبَرَتْ، *** عَبَّرَتْ عَنْ سِرِّ مَيٍّ وأُمَيْ
. ما حَديثي بحَديثٍ ، كَمْ سَرَتْ، *** فأسَرَّتْ لِنَبيٍّ مِنْ نُبَيْ
. أيْ صَباً ، أيَّ صِباً هِجْتِ لَنا، *** سَحَراً ، مِنْ أيْنَ ذَيَّاكَ الشُّذَىْ
. ذاكَ أنْ صافَحْتِ رَيَّانَ الكَلاَ، *** وتَحَرَّشْتِ بِحُوذانِ كُلَيْ
. فَلِذا تُرْوي ، وتَرْوي ، ذا صدىً، *** وحَديثاًَ ، عنْ فَتَاةِ الحَيِّ حَيْ
. سائِلي ، ما شَفّني ؟؟ في سائِلِِ الدَّ *** معِ ، لو شئتَ غنَى عنْ شَفَتَيْ
. عُتْبُ لمْ تُعْتِبْ ، وسَلْمَى أسْلَمَتْ، *** وحَمَى أهْلُ الحِمى رؤيَةَ رَيْ
. والَّتي يَعنو لها البَدرُ سَبَتْ، *** عَنْوَةً ، روحي ، ومالي ، وحُمَيْ
. عُدْتُ مِمَّا كابَدَتْ مِنْ صَدِّهَا، *** كَبِدي ، حِلْفَ صَدًى ، والجفنُ رَيْ
وَاجِداً ، مُنْذُ جَفا بُرْقُعُهَا *** ناظِري مِنْ قلبهِ في القلبِ ، كَيْ
  ولَنَا بالشَّعبِ ، شَعْبٌ ، جَلَدِي *** بَعْدَهُمْ خانَ ، وصَبري كاءَ كَيْ
  حَلَفَتْ نارُ جَوىً حَالَفَني: *** لا خَبَتْ دونَ لِقَا ذاكَ الخُبَيْ
  عِيسَ حاجي البَيتِ ، حاجي لو أُمَكْ *** كَنُ أنْ أضْوي ، إلى رَحْلِكِ ، ضَيْ
  بَلْ عَلى وِدِّي بِحَفْنٍ قدْ دَمي، *** كُنتُ أسْعى راغباً عَنْ قَدَمَيْ
  فُزْتِ بالمَسْعَى الَّذي أقْعِدْتُ عَنْ *** هُ ، وعاوِيكِ لهُ ، دونيَ ، عَيْ
  سيءَ بي ، إن فاتَني مِنْ فاتِني ال *** خَبْتِ ، ما جُبْتُ إليهِ السِّيَّ طَيْ
  حاظِري ، منْ حاضِري مَرماكِ ، با *** دي قَضَاءٍ ، لا اختيارٌ ليَ شَيْ
  لا بَرى جَذبُ البُرَى جِسْمَكِ ، واعْ *** تَضْتِ ، منْ جدبِ البَرى والنأيِ ، بَيْ
  خَفِّفي الوَطْءَ ، ففي الخيْفِ ، سَلِمْ *** تِ ، على غيرِ فؤادٍ لمْ تَطَيْ
  كانَ لي قلبٌ ، بِجَرْعاءِ الحِمى، *** ضاعَ مِنِّي ، هَلْ لهُ رَدٌّ عَلَيْ؟؟
  إنْ ثنى ، ناشَدْتُكُمْ ، نِشدَانَكُمْ، *** سُجَرَائي ، ليَ عَنهُ عَيُّ عَيْ
  فاعهَدوا بَطْحَاءَ وادي سَلَمٍ، *** فهيَ ما بَينَ كَدَاءٍ وكُدَيْ
  يا سقَى اللهُ عقيقاً ، باللِّوَى، *** ورَعَى ثَمَّ فريقاً مِنْ لُؤىْ
  وأُوَيْقَاتٍ بِوادٍ سَلَفَتْ *** فيهِ ، كانَتْ راحَتي في راحَتَيْ
  مَعْهَدٍ مِنْ عَهْدِ أجفاني ، على *** جيدِهِ ، مِنْ عِقْدِ أزهارٍ ، حُلَيْ
  كمْ غَدِيرٍ ، غادَرَ الدَّمْعُ بهِ *** أهْلَهُ غَيرَأُلِي حاجٍ لِرَيْ
  فَثَرَائي مِنْ ثَرَاهُ كانَ ، لوْ *** عادَ لي عَفَّرْتُ فيهِ وَجْنَتَيْ
  حَيِّ ، رَبْعِيَّ الحَيا ، رَبْعَ الحَيَا، *** بأبي جِيرَتنا فيهِ ، وبَيْ
  أيُّ عَيشٍ مَرَّ لي في ظِلِّهِ، *** أسَفي ، إذْ صارَ حَظِّي مِنهُ أيْ
  أيْ لَيالي الوَصْلِ ، هلْ مِنْ عَوْدَةٍ؟؟ *** ومِنَ التَّعليلِ قولُ الصَّبِّ أيْ
  وبأيِّ الطُّرقِ أرجو رَجعَها، *** رُبَّما أقضي ، وما أدري بأيْ
  حِيرَتي بَينَ قَضَاءٍ ، جيرَتي، *** مِنْ وَرَائي ، وهَوىً بَينَ يَدَيْ
  ذَهَبَ العُمْرُ ضياعاً ، وانقضَى *** باطِلاً ، إذْ لمْ أفُزْ مِنْكُمْ بِشَيْ
  غَيرَ ما أوليتُ مِنْ عِقْدي وَلا *** عِترَةِ المُبْعُوثِ ، حَقاً ، مِنْ قُصَيْ